التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
الشهادة بالجنة
[ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس اسم> وغيرهم من الصحابة ]
من المسائل التي تتعلق بالصحابة رضي الله عنهم: مسألة الشهادة بالجنة لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بها رأس> ؛ فمن عقيدة أهل السنة أنهم لا يشهدون بالجنة ولا بالنار لمعين إلا تبعا للنصوص، فمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بها، ومن شهد له بالنار شهدنا له بها. وأما إذا ورد وعيد عام أو ثواب عام فلا نقول: هذا من أهل الجنة، وهذا من أهل النار على الإطلاق.
تقدم لنا ما يدل على شيء من فضل الصحابة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في أهل بدر: رسم> إن الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم متن_ح> رسم> هذا في أهل بدر الذين حضروا غزوتها وكانوا ثلثمائة وبضعة عشر، وتقدم أيضا أن أهل بيعة الرضوان قد رضي الله عنهم وكانوا ألفا وأربعمائة أو أكثر، ذكر الله أنه رضي عنهم: رسم> لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ قرآن> رسم> [ الفتح: 18 ]. آية>
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> إني لأرجو ألا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة متن_ح> رسم> ؛ وذلك لأن الله رضي عنهم، ورضاه عنهم يفيد أنهم من أهل الرضا، وأهل الرضا يبقون على تلك الخصال المحمودة التي رضيها لهم ؛ إذا رضيهم ورضي أعمالهم ورضي حالاتهم، فمن آثار رضاه أن يوفقهم، ويسددهم، فلا يحدث منهم ارتداد، ولا يحصل منهم أعمال سيئة تحبط الأعمال، أما الشهادة بالجنة يقينا، فإنما تتوقف على النقل، فقد ثبت الحديث في مسند أحمد اسم> وغيره حديث> أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> أبو بكر اسم> في الجنة، وعمر اسم> في الجنة، وعثمان اسم> في الجنة، وعلي اسم> في الجنة، وطلحة اسم> في الجنة، والزبير اسم> في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف اسم> في الجنة، وأبو عبيدة اسم> في الجنة، و سعد بن أبي وقاص اسم> في الجنة، وسعيد بن زيد اسم> في الجنة متن_ح> رسم> . هؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة، فهؤلاء نشهد لهم بالجنة.
وكذلك ثابت بن قيس بن شماس اسم> الذي هو خطيب النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل قول الله تعالى: رسم> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ قرآن> رسم> [الحجرات: 2] آية>
خاف ثابت اسم> أن يكون قد حبط عمله؛ لأنه كان جهوري الصوت، فجلس يبكي في بيته، وجاء الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه يقول: أخشى أن يكون قد حبط عملي وأني من أهل النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> ارجع إليه وقل له: إنك من أهل الجنة متن_ح> رسم> .
يقول الراوي: فكنا نراه يمشي بيننا وهو من أهل الجنة. استشهد رضي الله عنه في حرب أهل الردة؛ لما حارب الصحابة بني حنيفة، ثبت ولم ينهزم، ووقف في موقفه حتى قتل شهيدا مقبلا غير مدبر، فكان ذلك علامة على أنه وُفِّقَ للوفاة على العمل الصالح.
وثبت أنه عليه الصلاة والسلام شهد لأشخاص بدخول الجنة كقوله في الحسن والحسين: رسم> إنهما سيدا شباب أهل الجنة متن_ح> رسم> . . وكذلك قوله في فاطمة اسم> رضي الله عنها: رسم> إنها سيدة نساء المؤمنين متن_ح> رسم> . وقوله في عائشة اسم> رضي الله عنها: رسم> إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام متن_ح> رسم> . كما سيأتي.
كما ثبت أنه شهد بالجنة أيضا لبلال اسم> وقال: رسم> إني ما دخلت الجنة إلا سمعت دف نعليك متن_ح> رسم> . فهذا ونحوه دليل على أنه شهد لأشخاص بالجنة، فيشهد بها لهم.
مسألة>